بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت
العليم الحكيم،
لعل إدخال برنامج سكراتش أو لغة سكراتش إلى مناهج المعلوماتية في
التعليم المتوسط في الجزائر قد أربك الكثيرين، فمنهم من اعتبره مستوى عال لا يمكن
أن يحيط به تلميذ في الثانية عشر من عمره ولا يمكن في هذا السن المبكر أن يستوعب
المفاهيم البرمجية التي تصعب حتى على كبار السن وطلبة الجامعات، ومنهم من رأى في
ذلك تطورا ملحوظا لمستوى المدرسة الجزائرية و لمستقبل التقنية في البلاد عموما،
كونه يدرب الطفل على التفكير المنطقي منذ الصغر، ويبقى لكل نظرته لذلك.
لكن وأنا أقرأ في بعض المواقع
الالكترونية فوجئت أن بريطانيا بدأت منذ السنة الماضية بتطبيق منهاج دراسي جديد في
المدارس، يتضمن تعليم الأطفال ابتداء من عمر الخامسة مهارات البرمجة، إذ يُطلب
منهم فهم الخوارزميات، وكيفية عملها على الأجهزة الرقمية، وقيامهم بتطوير وتصويب
برامج كمبيوتر بسيطة إذ يقولون أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من المحاولات الساعية إلى
توفير مبرمجين في وقت يتزايد فيه الطلب على أصحاب المهارات البرمجية في العالم ...
انه أمر أقل ما يقال عنه انه فضيع. أين نحن؟؟؟؟ ثم خطر ببالي ان أبحث عن الدول
العربية وماذا تدرس لأبناء هذا الطور؟ فكانت المفاجأة ...هناك الكثير من الدول
التي بدأت في تدريس لغة سكراتش مثل الكويت و العراق وذلك منذ سنوات عديدة.... ليست
نظرة احتقار إلى بلادنا لأنها متأخرة في هذا المجال، ولكنها دعوة إلى دعم مثل هذه الأفكار،
ومحاولة رفع المستوى خاصة عندما يتعلق الامر بهذا البرنامج الذي يدرب الطفل على
التفكير المنطقي ،
يقول أحد المعلقين على خبر
بداية تدريس البرمجة لأطفال بريطانيا أنه لمس بنفسه منافع تعلم البرمجة لأطفاله
الصغار، وقال إن أكثر ما تقوم به أصغر أطفاله، في السادسة من العمر، يتعلق بالبحث
عن حل لمشكلةٍ ما، وهو ما يُعادل تأليف خوارزمية. ليواصل قائلا أن الأمر يتعلق بتعليم الأطفال أن الأجهزة ليست مجرد
صناديق سوداء يستهلكونها، وإنما أشياء يُمكنهم تغييرها وتعديلها.
وفي نهاية المطاف، يبدو أن تعليم الأطفال الصغار لم يعد يقتصر على
مهارات القراءة وبعض مبادئ الحساب والرسم والتلوين، فبدلا من أن يعود الأطفال إلى
المنزل برسومهم البسيطة، سيعودن بألعاب كمبيوتر طوروها بأنفسهم، وعلى الآباء إعداد
أنفسهم للتعامل مع جيل من محبي التفكير المنطقي وهذا ما نأمله من خلال إعادة النظر
الدورية في منهاج المعلوماتية فلا يكفي إعداد منهاج في سنة 2014 ثم ننسى او نتناسى ان العالم يتطور وسيكون من
الغباء في سنة 2020 تعليم تلميذ في الرابعة عشر من عمره كيف يقوم بتشغيل الحاسوب
أو حتى كيف يستعمل معالج النصوص لأن ذلك سيعتبر من البديهيات.
إرسال تعليق