نصيحة... تخلص من الإدمان على استعمال جهاز العرض

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم،

يعتبر جهاز العرض أو الداتاشو كما يسمى بالانجليزية هو الوسيلة التعليمية الأكثر أهمية في حياة أستاذ المعلوماتية، وهو نعمة كبيرة نحسد عليها في بعض الأحيان لما لها من منافع شتى، وربما اهم هذه المنافع التي نحسد عليها انك لا تكتب شيئا على السبورة، وانما تكتفي بكتابة الدرس مرة واحدة على حاسوبك، لكن هذه المميزات والتسهيلات التي يوفرها هذا الجهاز تعتبر فخا لك زميلي الأستاذ لكي تقع فيما سميته "عبودية جهاز العرض" فتصبح مدمنا على استعماله، وهو ما قد حدث معي بالفعل...

 فإلى وقت ليس بالبعيد لم أكن أكتب شيئا على السبورة، وكنت أكتفي بالشرح على جهاز العرض المرتبط بحاسوبي، الى أن جاء ذلك اليوم الذي نسيت فيه شاحن الحاسوب انطفأ الحاسوب ولم أدر ما افعل.. لم يكن لدي قلم ولا حتى طبعت المذكرة... المهم، أحضرت قلما  وبدأت  في شرح الدرس على السبورة...لم أدر هل أكتب على اليمين ام على اليسار؟ هل أكتب كل ما أقول أم أقول كل ما أكتب؟ خط رديء وكتابة غير واضحة... جزء من الجملة في الأعلى والجزء الآخر لا أدري أين كتبته... والسبب في كل هذا جهاز العرض، وأنا في هذا الحال، تذكرت ذلك الأستاذ الذي كان يدرسنا في الجامعة (كان يدرس الذكاء الاصطناعي -_-) عندما لم يشتغل له جهاز العرض ترك المحاضرة ولم يقدمها، فكنا ساخطين عليه لأنه لا يحسن الشرح الا به. والحقيقة أنه قد وقع في  الفخ.

وفي حصة لاحقة، عندما أحضرت شاحن حاسوبي، حدث شيء آخر لم يكن في الحسبان كذلك، انقطع التيار الكهربائي، ولم يشتغل المولد الكهربائي... فلا جهاز عرض يشتغل ولا حواسيب تشتغل .. ومنذ ذلك الحين قررت أن اتخلص من جهاز العرض لمدة معية حتى أتعود على استعمال السبورة ... من هذه الحوادث المتتالية استنتجت عدة أمور:

الاعتماد الكلي على جهاز العرض خطأ فضيغ وفخ ينبغي الحذر منه.

• رغم التقدم العلمي والتكنولوجي، إلا أن القلم يبقا المعلم الأول، ألم يقل الله جل وعلا (...الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم)

• يجب دائما تحضير خطة بديلة (الخطة ب) لتجنب الوقوع في الحرج كما في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

• ينبغي على الأستاذ التنويع في الوسائل البيداغوجية المستعملة والطرق التي يستعملها لكي لا يكون عبدا لأية وسيلة مهما كانت.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.